الأحد، 5 أغسطس 2012

الطريقة التفكيكية لإيجاد الحلول .. الثورة السورية مثالا

كان من أكثر ما يزعجني حين السؤال عن مشكلتنا في الثورة هو ذلك الجواب المكون من كلمتين و الذي يقفز لك في تعليق أو في رد على تويتر .. كان يلاحظ في هذا الجواب المختصر أمرين : 1- أن يكون الجواب باعتبار عامل واحد سلبي ، 2- أن يكون الجواب من الأفكار المسيطرة على الشخص و التي يرددها دائما ، مثلا : ستجد جواب العلوية حاضرا عند شخص يحملهم جميع ما يحدث في سوريا .. ستجد أيضا وجود العرعور كإجابة من طرف آخر .. ستجد انتقاد الإسلاميين .. انتقاد العلمانيين .. غليون .. مناع .. الإعلام ... إلى جميع تلك الإجابات ذات تلك الصفة المشتركة : السبب الواحد و تداخل إيديولوجية الشخص .
و في الواقع فإن كل مشكلة أيا كانت تحمل عوامل عديدة تؤثر عليها بنسب مختلفة .. يكون السبب الواحد خديعة كبرى و مزلق خطير للباحث عن الحلول لتلك المشكلة .. يكون  أيضا تداخل إيديولوجية الشخص و مدى إطلاعه على حقيقة الوضع تماما عوامل مؤثرة أيضا على قدرته على إيجاد الحلول ، لذلك فإستراتيجية إيجاد الحلول يجب أن تنطلق من تحليل كل جزء من المشكلة على حدة انطلاقا من مسبباتها عملا على إيجاد حلول لها انطلاقا من تلك المسببات ، يلاحظ أيضا أن إيجاد فريق يعمل على جزئية من المشكلة لحلها و يكون دائم التركيز عليها في حديثه و في عمله هو أمر صحيح و مرغوب بشرطين :1- أن يكون ذلك ضمن منظومة تكاملية تقوم بتفكيك بقية الخيوط و تجعل الحل ذو طبقات يكمل أحدها الآخر .. 2- أن يكون عمل بقية الفرق محل تقدير ذلك الفريق حتى لو تعارض مع رغباته .
الحديث السابق يمكن تطبيقه على سوريا كما يمكن تطبيقه على أي مشكلة تواجهنا .. في سوريا ليست روسيا ولا إيران ولا الطائفية ولا تركيبة الجيش ولا المعارضة ولا الإعلام ولا تداخل الملفات الدولية هي المشكلة..لا أحد منها المشكلة بل مجموعها كذلك ! ، و استراتيجية إيجاد الحلول سابقة الذكر تقوم بجمع جميع العوامل التي نظن بأنها ذات تأثير على بقاء المشكلة و من ثم يتم تحليل وجود كل جزئية و إيجاد حل لتلك الجزئية انطلاقا من أسباب وجودها .
مثال تطبيقي 1 : روسيا :
الأسباب: منفذ اخير للمياه الدافئة .. النفوذ .. ورقة تفاوض .. تشكل عالم متعدد الاقطاب .. المال الخ
الحلول: ضمان مصالح مستقبلية .. التفاوض..وجود قوة مكافئة .. إقناعهم بحتمية التغيير .. كسر عظام.. الخ.. ( الحلول تكون انطلاقا من المسببات )
مثال تطبيقي 2 : المعارضة :
الأسباب : عدم وجود حرفية سياسية .. عدم التوافق..اختلاف الإنتماءات .. وجود اختراقات .. حب الشهرة .. الإنتفاع .. الخ
الحلول : التشهير بمن يعلم سوؤه .. إبراز المخلصين إعلاميا .. المعارضة تبعنا ما لهم حل بدن زت من الشباك :)
انطلاقا من هذه الطريقة العلمية يمكن تفكيك أجزاء المشكلة لإيجاد الحلول باستراتيجية تقوم على صناعة بوابة الفرج لا انتظار أن يفتح بابه فجأة ! تقوم على الفعل الإستباقي لا رد الفعل ! و هذا هو الأهم .
تطبيق هذا الأمر يحتاج إلى جهد جماعي بعقول مفكرة و أرواح مخلصة و أجساد عاملة .. التفكير بأبراجنا العاجية سيوجد حلولا يمكن تطبيقها في مخيلاتنا فقط !
ملاحظة 1 : العمل ضمن هذه الطريقة يمكن إكماله بمدونة أخرى لتحليل كل الظواهر الأخرى على حدة .. في الحقيقة يمكن أن نضع لكل عامل تدوينة كاملة .
ملاحظة 2 : يثنيني عن القيام بمثل هذا المشروع ما اشترطته في نهاية التدوينة عن الجهد الجماعي و إيجاد الرأي المخالف الذي يستطيع أن يوازن الأمور و أرجو أن أستطيعه .

هناك تعليقان (2):

  1. نحن لانختلف أن المشكلة بسوريا تنبع من تكتل المشكلات الكثيرة التي تراكمت على هذه الثورة و لكن لأبدأ معك من روسيا التي لاتضمن المعارضة أي كان أشخاصها لتقبل أي ضمنات منهم .. ألم تذهب المعارضة إلى روسيا مع اعتراض أغلب الشعب ع ذلك و لكن روسيا أجابت ع الحوار الذي دار بالفيتو و لن نتخلى عن الأسد ..نعم المعارضة تفتقر للحرفنة السياسية و لكن أيضاً روسيا تضمن أن بشار قد يسلمها سوريا كلها ضماناً فعلياً فلماذا ستتخلى عن ضمان فعلي لضمان عقده قد لايكون بمقام طموحها ..من هنا أرى أن روسيا لن يجدي معها ضمان مصالحها بأي شكل آخر سوى مع بشار

    ردحذف
    الردود
    1. أختي ناني ذات الملاحظة جاءتني في تويتر و كنت أتوقعها هنا .. ما ذكرته كان مجرد مثال تبسيطي لتوضيح الفكرة و كيفية التفكيك و لا يهمني بدرجة كبيرة إلى لو تم تفصيله في تدوينة منفصلة و حينها يمكن النقاش حول ذلك .. الآن يهمني وضوح طريقة التفكيك و كيف تكون .. تحياتي

      حذف