السبت، 4 أغسطس 2012

في العجز و الكسل !


يقوم كل عمل حتى ينجز على ركيزتين أساسيتين : الرغبة و القدرة .. و في غياب أحدهما يصبح العمل مستحيل الوقوع أو إن وقع صار مشوها لا يستطيع أداء المطلوب منه .. و في استعاذة النبي -عليه الصلاة و السلام- من العجز و الكسل معنى مشابه .. فأما الأول فذو رغبة بغير قدرة و أما الثاني فذو قدرة بلا رغبة .. يقف العاجز متحسرا و الغصة تملأ حلقه متألما على ما لا يستطيع القيام به .. المؤلم أكثر أن يكون ممتلكا للحلول عاجزا عن تطبيقها أو منعه غيره من تطبيقها .. بينما يقف الكسول عاجزا أيضا و لكن سوءه في ذات نفسه .. فقد رزقه الله القدرة على الفعل فحرم ذاته باختيار طريق الراحة و الدعة و الإخلاد إلى الأرض ! .. يكون العاجز حاقدا على الكسول .. حزينا أنه لا يمتلك فرصته و يكون الكسول (أحيانا فقط) حاقدا على ذات نفسه لعجزها أن تكون بروح الأول و تحرقه .. لكن فرقا هنا بين الأول و الثاني ..العاجز هو متحرك ثابت !! أشبه بقانون نيوتن بأن الأجسام دائمة الحركة ! هو شخص يحاول فعل شيء لكنه لا يقدر و لو قدمت له الفرصة لفعل و أما الثاني فلن يتحرك إلا لو تغير في ذات نفسه .

بقي السؤال : إذا ما الحل ؟ ماذا على العاجز أن يفعل و ماذا على الكسول أن يفعل ؟
على العاجز أن يبحث في أسباب عجزه .. لم هو غير قادر على فعل ما يريد .. و أن يبحث عن حل كل سبب على حدة .. على العاجز أيضا أن يكون دائما جاهزا متأهبا بحلول قابلة للتطبيق حالما تأتي إليه الفرصة لفعل ما يريد و أن لا يتحجج بعجزه فيقف عاجزا "فعلا " حينما يصبح بإمكانه تقديم شيء ما !
من المهم على العاجز أن يتجاوز ثلاثية : لا أستطيع .. ماذا أفعل .. ما الفائدة ، هذه الثلاثية مدمرة للروح العاملة و لا تجلب لصاحبها سوى الانكفاء على الذات .
على العاجز أيضا أن يتقبل أحيانا فكرة عجزه فالإنسان ضعيف في تكوينه و لا يمتلك حلول العالم بيده حتى لو أراد ذلك ! إن هذا النوع من "طمأنة الذات" ربما يكون حيلة نفسية دفاعية لكنها حيلة بشرية و نحن بشر !
من المهم لمن يقف حائلا أمام العاجز في فعل ما يريد أن يحذر منه ! قد تبدوا جملة غريبة .. لكن العاجز الذي سيستطيع تجاوز أسباب عجزه في يوم ما قد تغريه شهوة الانتقام !

ماذا على الكسول أن يفعل ؟
ربما لا يمكننا طلب شيء ما من الكسول و إلا لكان تغير فعلا :) .. التغير في هؤلاء عادة يأتي من صدمة خارجية تحدث تغييرا على ذات الشخص فيتحول إلى شخص منتج .. حتى التغيير الذي يحدث نتيجة جلسة محاسبة مع النفس يكون عادة مصحوب بتلك الصدمة الخارجية .

و لكن الفكرة المهمة فعلا : ماذا لو استطاع "العاجز" المناسب إيجاد "الكسول" المناسب له ؟ :) سيستطيع كل منهما حين إذ إنجاز عمل مشترك فيقدم أحدهما قدرته و الآخر عمله و إنجازه .. لنبحث عن "العاجز" و "الكسول" إذا :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق